تحميل...

تفاصيل المقال

image

image مصطفى غليس / 12 الأحد , مايو, 2024

الموز لأمريكا

السخرية شكل متقدم من أشكال المقاومة ورفض القمع والاستبداد، وهذا ما شهدناه في اليمن منذ الأشهر الأولى لانقلاب الحوثي على السلطة الشرعية في البلاد، إذ لا يمر يوم دون أن يواجه المجتمع الأزمات المتلاحقة بسبب الحوثي بالتندر والسخرية والنكات الجديدة.

في الأيام القليلة الماضية راجت في مناطق سيطرة الحوثي موجة من السخرية على كساد الفاكهة والخضروات في الأسواق اليمنية بالتزامن مع فضيحة السموم والمبيدات الاسرائيلية التي ثبت أن الحوثي أدخل منها ملايين الأطنان إلى البلاد.

يسمي المواطنون المانجو الذي أشيع أنه ممتلىء بالدود "منقة حوثية" ويطلقون على البطاط الذي يفسد في الأسواق لعدم قدرة الناس على شرائه "بطاط صعدي" رغم أنه لم يزرع في صعدة، لكنها كناية عما يلحق بالمزارعين من خسائر بسبب السياسات الحوثية التدميرية.

وهكذا نجد أن اليمنيين يستخدمون أساليب كثيرة للسخرية من الحوثيين، لكن أكثرها شيوعًا واستخدامًا مصطلح "أَكَل تفاح" ومصطلح "الموز لأمريكا". وراء كل من هذين المصطلحين حكايات مليئة بالأسى المغلف بالسخرية من الواقع الذي وجدوا أنفسهم يعيشونه بعد سيطرة الحوثي ومليشياته الغازية على البلاد ورقاب العباد.

اكتشف اليمنيون زيف شعار  "الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل"، الذي استخدمه الحوثيون لتضليل أتباعهم والوصول على جماجمهم إلى صنعاء بعد شهور من الانقلاب المشؤوم، وتأكدوا أن ذلك الشعار لم يكن إلا خدعة، فلم يقتل الحوثي أمريكيًا  واحدًا لكنه قتل مئات الآلاف من اليمنين، فولد المصطلح الشعبي "الموز لأمريكا' وشاع على ألسنة الناس للسخرية من الحوثي ومن مشروعه الذي حمل الموت إلى كل بيت يمني.

في خضم المواجهات العسكرية بين قوات الحكومة الشرعية ومليشيا الحوثي الإرهابية، ومع تزايد صرعى المليشيا في الجبهات، ظهر الممثل علي السعداني بمشهد تمثيلي قصير وهو يجيب على نبأ مصرع "أبو زعطان" بأنه "يأكل  تفاح في الجنة"، ومن هنا ولد مصطلح "أكل تفاح" للدلالة على نفوق عناصر الحوثي،، وأتذكر أن هذا المصطلح صار ترند في يوم مصرع الهالك صالح الصماد.

اليوم، يدعي الحوثي أنه يحارب أمريكا وإسرائيل موجهًا مفرقعاته نحو السفن العابرة للبحر الأحمر لكنه كما في الأمس لم يقتل أمريكيًا واحدًا بل استدعى العالم كله لعسكرة البحرين الأحمر والعربي، وتضاعفت تكاليف الشحن العالمي إلى اليمن الذي يستورد كل شيء من الخارج فيما منعت صادرات اليمن من الخضار والفواكه بسبب أسمدة ومبيدات وسموم الحوثي المميتة، وأخشى أن معظم الشعب اليمني قد يأكلون تفاح دون أن يصرخوا حتى ب"الموز لأمريكا"، لأن المجاعة تطل برأسها من جديد بفعل تصرفات الحوثي الرعناء.  
لدي سؤال أخير متى سمعتم "النهقة" آخر مرة؟، أووووه المعذرة قصدت "الصرخة".