تحميل...

تفاصيل الخبر

image
25 السبت , مايو, 2024

غرفة عمليات محور المقاومة وصواريخ الحوثي


أعلن ما يسمى بمحور المقاومة عن تشكيل غرفة عمليات موحدة ومشتركة تجمع إيران وسوريا والعراق وحزب الله والحوثي وحماس، وأعلنوا عن عزمهم التنسيق لشن عمليات موحدة ضد أمريكا والكيان الإسرائيلي حد زعمهم.
بعد إعلان محور إيران عن تشكيل غرفة عمليات مشتركة لشن عمليات عسكرية معقدة وغير مسبوقة ضد أمريكا وإسرائيل تفاجأ المتابعون والعالم باختفاء طائرة الرئيس الإيراني وطاقمه داخل الأراضي الإيرانية، واكتشف أخيرًا أنها تاهت وتحطمت في إحدى الغابات الإيرانية، وفي ظل بحث استمر 14 ساعة عن الرئيس وحطام طائرته استنجدت إيران بالخبرات والطيران والتكنلوجيا التركية بعد عجزها تمامًا عن إيجاد الرئيس.

معالجة الفضيحة
دوت ضجة هذه الفضيحة في أرجاء العالم، وباتت إيران في وضع لا يحسد عليه من الانكشاف، وظهرت أمام العالم نمر من ورق ظل الغرب يصوره للعالم العربي والإسلامي العدو المخيف الذي يمتلك قدرات بإمكانها تدمير المنطقة بيوم واحدة. هاهي إيران قد عجزت عن تحديد مكان تحطم طائرة رئيسها ولم تجد طيرانًا مسيرًا أو جهاز تعقب مطور يحدد مكان الحطام ومسار الطائرة، فما العمل لإعادة ترميم وجه إيران المتهالك المكشوف اليوم؟
في التقدير الغربي والأمريكي، كما يذهب محللون، لا بد من الحفاظ على صورة إيران القوية أمام العرب وفي المقدمة منهم الخليج، واستخدامها وميليشياتها لإقلاق المنطقة. يجب أن تبقى مليشيات إيران في الواجهة وألا تسقط تلك الهيبة التي صنعها الغرب بعناية ودهاء.

محللون يمنيون رأوا أن ميليشيا الحوثي ليست بالقوة التي يصورها الإعلام الغربي، والأمريكي على وجه الخصوص، وأن أمريكا تتعمد الإعلان عن هجمات حوثية وتسميها بالـ (الخطيرة) على البحر الأحمر لأهداف لم تعد خفية على متابع لمسار العلاقات الأمريكية الحوثية منذ بداية تسليم صنعاء للحوثي.
ويؤكد متابعون أن أمريكا هي من بدأت تتحدث عن هجمات حوثية للبحر الأبيض المتوسط، ويرون أن ذلك بمثابة التوطئة الأمريكية لما سيليه من إعلان حوثي عما أسماها (المرحلة الرابعة المزعومة)، وهي مراحل وهمية يبدأ الأمريكيون بالتوطئة لها ثم يتلوها إعلان حوثي بالتنفيذ بحسب المسار المحدد والمتفق عليه.

غرفة العمليات المشتركة لمحور المقاومة
وعودة للحديث عن غرفة العمليات المشتركة التي أعلنها إعلام إيران وحلفائها فإن نظرة إلى خارطة دول أعضاء تلك الخارطة، يصاب المتابع بالدهشة، كيف لخديعة سهلة وسخيفة مثل هذه أن تمر على الجميع دون أن يتساءل منطقيًا؛ أيهما الأقرب للبحر المتوسط؛ لبنان وسوريا، أم اليمن؟ آلاف الكيلومترات تبعد اليمن عن البحر الأبيض المتوسط، بينما عشرات أو بضع مئات الكيلووات عن لبنان وسوريا. أي منطق هذا الذي يقبل أن يندفع صاروخ متهالك مسافة ألفين أو 3 آلاف كيلو أمام أنظار أمريكا وفوق قواعدها الحربية وراداراتها ودفاعاتها المتقدمة، ولا يطاله لأي اعتراض؟ بينما لا يطلق نفس الصاروخ من جنوب لبنان أو ميناء سوري الأقرب والأكثر ضمانة لتحقيق الهدف؟

إما أنها غرفة عمليات فاشلة تمامًا ولا تمتلك أدنى قدرات التفكير السليم، وإما أنها غرفة عمليات تعبث بعقول الناس بمسرحيات منسقة مع إسرائيل وأمريكا تهدف من ورائها إلى ترميم صورة إيران وحلفائها من جديد، بعد الانهيار الذي تسببت به فضيحة ضياع الرئيس الإيراني وطاقمه.

الإعلام الموالي لإيران ومحورها حين أعلن عن تشكيل غرفة العمليات تلك، وما تمخض عنها من عمليات، كأنه أسقط عن حسبانه تاريخ المحور المحفور في وجدان كل عربي ودور المحور الإيراني في مساعدة أمريكا والغرب في احتلال العراق وسوريا، وتنسيقه مع الأمريكان والغرب في تسليم صنعاء للحوثيين.
أضف إلى ذلك تساؤلات الشارع العربي والإسلامي والتي لم تخل من سخرية على خلفية كف يد حزب الله الأقوى الملاصق لفلسطين والأكثر تأثيرًا، وإطلاق يد الحوثي البعيد جدًا، والذي لا يمتلك أي تأثير عسكري يذكر على إسرائيل عبر صواريخ تسبح 2000 إلى 3000 كيلو في فضاء يعج بالمدمرات والأساطيل والقواعد العسكرية الأمريكية والغربية ما تنعدم معه إمكانية حدوث أي ضرار بالكيان الإسرائيلي.